كشف المخرج جاستن لين عن الإعلان الرسمي لفيلمه الجديد “الأيام الأخيرة” (Last Days)، قبل طرحه حصرياً في صالات السينما ابتداءً من 24 أكتوبر. يعود لين هنا إلى دراما إنسانية مشدودة إلى سؤال الإيمان والهوية والحدود الأخلاقية للمغامرة، مستلهماً القصة الحقيقية للمبشّر الأمريكي جون آلن تشاو ورحلته الأخيرة إلى جزيرة نورث سنتينل المعزولة.
يرتكز الفيلم على خط سردي ثنائي: سعي شاب مقتنع برسالته الروحية للوصول إلى قبيلة مغلقة على ذاتها منذ قرون، ومسار ضابط محلي يحاول منعه حمايةً لحياة الجميع واحتراماً لخصوصية مجتمع يعيش خارج الزمن الحديث. يتجنب العمل الأحكام المباشرة، ويضع المشاهد أمام منطقة رمادية يتقاطع فيها الإيمان الفردي مع المسؤولية العامة، وفضول الاكتشاف مع مقتضيات السلامة والحق في العزلة الثقافية.
يقوم سكاي يانغ بدور جون آلن تشاو، بمشاركة راديكا أبتي، نافين أندروز، كين ليونغ، توبي والاس، وسيارا برافو. ويستند الفيلم جزئياً إلى تحقيق صحفي موسّع، مع معالجة بصرية تتجه إلى الواقعية المتقشفة وإيقاع يراهن على التوتر الداخلي بدلاً من الإثارة الظاهرة. تبدو الطبيعة – البحر، الغابات، الفراغ الصوتي – طرفاً سردياً يذكّر بالسينما التأملية التي توازن بين الرحلة الخارجية والرحلة الباطنية.
على مستوى الثيمات، يضع “الأيام الأخيرة” أسئلة لافتة أمام جمهور السينما: كيف تمثّل الشاشة جماعات معزولة دون الوقوع في الاستشراق أو التشييء؟ أين تقف حدود “الرسالة الشخصية” حين تتقاطع مع الصحة العامة والسيادة الثقافية؟ وما الذي يبقى من البطولة حين تتحول المغامرة إلى مأزق أخلاقي؟ هذه الأسئلة تجعل الفيلم مادة نقاش لمدوني السينما وصنّاع المحتوى، خاصة مع تزايد الأعمال المستوحاة من وقائع حساسة.
الإعلان الرسمي يوحي بفيلم يغلب عليه البعد التأملي، مع تصميم صوتي يلتقط هشاشة العزلة وقلق الاقتحام، وصورة تميل إلى توظيف الطبيعة كمرآة للصراع الداخلي. إذا وفّى الفيلم بوعوده، فقد يجد مكانه بين الأعمال التي تعيد تعريف “البيوغرافيا” بوصفها اختباراً أخلاقياً أكثر من كونها حكاية حياة.
موعد العرض: ابتداءً من 24 أكتوبر حصرياً في القاعات. هذا واحد من العناوين الجدلية المنتظرة في موسم الخريف، بقيمة نقاشية قد تتجاوز شباك التذاكر إلى فضاءات الحوار الثقافي والسينمائي.