يبرز المخرج المغربي الشاب الغزواني مدان كأحد الوجوه السينمائية الواعدة بفضل فيلمه الطويل الجديد «الطقس السيئ»، الذي يعالج الواقع الاجتماعي المغربي بلمسة إنسانية وشاعرية تمزج بين الحميمي واليومي. يقدم الفيلم، الذي تدور أحداثه في المغرب خلال تسعينيات القرن الماضي، قصة مؤثرة عن الطفولة والفقد والصراع من أجل البقاء، ضمن خلفية درامية تستحضر قضايا اجتماعية عميقة.
يختار الغزواني مدان أن يروي حكايته من خلال نظرة طفل، ليعكس عبرها عالم الكبار المليء بالتناقضات. ويقول في تصريحات صحفية إن الطفولة تمثل المرحلة الأكثر حسمًا في حياة الإنسان، لأنها تحمل ذلك الخيال والبراءة اللذين يمنحان فهماً مختلفاً للعالم. من هنا ينبع الجانب الإنساني في العمل، حيث تتحول الكاميرا إلى مرآة لحساسية داخلية تبحث عن الجمال حتى في أحلك الظروف.
الفيلم مستوحى جزئياً من تجارب ذاتية عاشها المخرج، إذ يسعى من خلاله إلى بناء جسر بين الواقع والخيال، بين السينما والحياة. يرى الغزواني أن السينما «ليست فقط وسيلة لرواية القصص، بل وسيلة لخلق تواصل روحي بين المشاهد والشخصيات». يعتمد في ذلك على لغة بصرية قوية تضع المشاعر في صدارة الصورة، بعيداً عن الخطاب المباشر أو الزخرف السردي.
«الطقس السيئ» شُيّد على ميزانية محدودة تقارب نصف مليون يورو، لكنه نجح في أن يكون من أبرز الإنتاجات السينمائية المغربية لسنة 2025. وقد لقي الفيلم إشادة واسعة من النقاد، من بينهم أحمد بابا، المتخصص في تحليل السينما العربية، الذي وصفه بأنه «عمل نابع من حب حقيقي للفن السابع»، مشيراً إلى أن المخرج استطاع من خلاله تأكيد صوته الخاص بعد سلسلة أفلام قصيرة لاقت استحساناً كبيراً.
عبر RFI