يقدم الوثائقي البلجيكي مارك تيمرمان فيلمه «المغرب بنسخة حياة الفان»، رحلة من شمال البلاد إلى جنوبها يقودها من داخل فان مجهّز وتنبض باللقاءات. يقول: «في البداية كنت أرى المغرب مجرد بلد بين قارتين». ثم يضيف: «وأثناء التحضير للمشروع أدركت أننا لا يمكن أن نختزله هكذا إطلاقًا؛ إنه بلد أكثر تعقيدًا بكثير». هذا الإدراك يصبح الخيط الناظم لمسار من طنجة إلى الداخلة تُعاش فيه التنقّلية على تماس الطريق وتفاصيل التبادل اليومي.
اختيار الفان كان رهانًا سرديًا وعمليًا في آن. يشرح: «كنت أريد بيتًا صغيرًا على عجلات». ويتابع: «الحرية، قبل كل شيء: أن نتوقف حيث نشاء ومتى نشاء». هذه الحركة تكشف أيضًا مفاجآت الطبيعة. انطلق في الربيع ليجد نفسه وسط «منظر عاصف ومثلّج وقارس» في الجبال العالية: «لم أكن أتوقع ذلك أبدًا». سجّل الميزان الحراري عشر درجات تحت الصفر، وصار الداخل ملاذًا، ثم انفتح عند الفجر «منظر يجمع بين الثلج والشمس»، «لحظة» يصفها بالمميّزة.
قلب الفيلم في اللقاءات. ذات ليلة، قرابة الرابعة صباحًا، «ثلاث طرقات» على باب الفان. كان الراعي الذي التقى به في اليوم السابق؛ جزء من سقفه تطاير ويطلب العون. «رتقنا صفائح السقف في ليل شديد البرودة»، يروي مارك. وتمتد النهار إلى جانبه في قلب رمضان: «صمتُ معه، وصلّيت أيضًا»، حتى موعد الإفطار نحو السادسة إلى السابعة مساءً. «ربما تبقى واحدة من أقوى لقاءاتي». من المناظر إلى التوقفات العفوية، يلتقط السرد هذه الضيافة المعيشة وكيف تعيد تشكيل الطريق بقدر ما تعيد تشكيل الفيلم.
يُبرمج «المغرب بنسخة حياة الفان» مع Connaissance du Monde: الجمعة 14 نوفمبر عند الساعة 14:30 (قاعة الأوديتوريوم دي لا فيزيتاسيون، تونون-ليه-بان)، الخميس 27 نوفمبر عند الساعة 14:15 (قاعة جان رينوار، شامبيري)، والخميس 27 نوفمبر عند الساعة 18:15 (سينما فيكتوريا، إيكس-ليه-بان).