فاطنة البويه بمراكش: عرض عالمي أول لوثائقي "فتنة، امرأة تدعى رشيد"

أضيف بتاريخ 11/27/2025
Cinéma | سينِما

تقدّم مراكش، ضمن الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم، العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي "فتنة، امرأة تدعى رشيد" للمخرجة الفرنسية هيلين هاردر، وذلك يوم 3 دجنبر على الساعة السادسة والنصف مساءً بقصر المؤتمرات. يضع هذا الاختيار المدينة في صلب حدث سينمائي يثمّن قراءة هادئة لمسار مناضلة بارزة في التاريخ المغربي المعاصر، فاطنة البويه.



يركّز الفيلم، المبرمج ضمن فقرة "آفاق"، على تتبّع سيرة البويه منذ شبابها واعتقالها في سنوات الرصاص، وصولاً إلى حاضرها ونشاطها المدني. يعتمد العمل على مزيج بين مواد أرشيفية مغربية مُرمَّمة من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وصور راهنة من الدار البيضاء، لبناء سرد بصري متدرّج يوازن بين الوقائع والذاكرة.

ترافق هاردر بطلتها في أنشطتها اليومية داخل الدار البيضاء، بما في ذلك تنظيم تظاهرة سينمائية داخل سجن عكاشة، وتُقابل هذه اللقطات بمقاطع أرشيفية تمنح المتلقي إطاراً زمنياً لفهم تجاربها الأولى. يظل الربط بين الماضي والحاضر محور البناء الدراماتورجي، دون اللجوء إلى مبالغات لغوية أو عاطفية، بما يحافظ على مسافة نقدية ملائمة لعمل توثيقي.

يقدّم الشريط صورة عملية عن استمرار فاطنة البويه، اليوم في السابعة والستين من عمرها، في مبادرات تمس الواقع: دعم حقوق النساء، مرافقة ناجيات سوريات من الاعتقال، وتنظيم أنشطة سينمائية لفائدة القاصرين داخل مراكز الإصلاح. هذه الخيوط تؤطّر المنجز الفردي ضمن سياق اجتماعي وسياسي أوسع، ما يتيح قراءة مركّبة للمرحلة ولأثرها الراهن.

على المستوى التقني، يستند الفيلم إلى مونتاج لنادية بن رشيد ولورانس مانهايمر، وموسيقى لشارلوت ميزون ودافيد بابوليس، وتصميم صوت لفْلوي كروتشي، فيما تولّى الإنتاج جان-دافيد لوفيفر وإلهام رؤوف وشركاء من فرنسا وبلجيكا. هذا الجهاز الصناعي يمنح المادة الأرشيفية حضوراً أوضح ويُيسّر الانتقال بين المستويات الزمنية.

اختيار مراكش لانطلاقة الفيلم يمنح المدينة دوراً مفصلياً في تقديم هذا النوع من الأعمال للجمهور المغربي والدولي، ويعزّز موقع المهرجان منصةً لعرض أفلام تُعيد تفكيك الذاكرة الوطنية بوسائل فنية دقيقة. كما يوفّر العرض المحلي فرصة لاختبار تلقّي المتفرج في المغرب قبل الانتقال إلى بروكسيل لعرض اختتام مهرجان "سينيمامِد" يوم 5 دجنبر.