قدمت آفا دوفيرناي في "عندما يروننا" عملاً استثنائياً يتكون من أربع حلقات لا تتجاوز مدتها ثلاث ساعات، لكنها تنجح في حفر واحدة من أكثر قضايا الظلم إثارة للقلق في التاريخ القضائي الأمريكي الحديث في ذاكرة المشاهدين.
يغوص المسلسل في القصة الحقيقية لـ "خماسي سنترال بارك"، وهم مراهقون من أصول أفريقية-أمريكية ولاتينية تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً، اتُهموا ظلماً باغتصاب عداءة بيضاء في عام 1989. من خلال السرد الغامر، تكشف المخرجة عن آليات نظام قضائي تنخره الأحكام المسبقة العنصرية والضغط الشرطي.
يشير أحد نقاد برنامج تي في إلى أن "قوة هذا المسلسل تكمن في قدرته على مواجهتنا بالآثار الدائمة للظلم". إعادة بناء الأحداث بدقة، مدعومة بأداء تمثيلي مذهل، تضع المشاهد في قلب معركة من أجل الحقيقة تتردد أصداؤها إلى ما هو أبعد من القضية نفسها.
يمنح المسلسل القصير صوتاً قوياً لأولئك الذين حُرموا منه، محولاً قصتهم إلى شهادة عالمية عن مرونة الإنسان. تكشف الحلقات الأربع، المليئة بالتوتر المستمر، ليس فقط عن العواقب المدمرة على حياة المتهمين وعائلاتهم، ولكنها تستجوب أيضاً بعمق المجتمع الأمريكي حول شياطينه العنصرية.
حظي المسلسل بإشادة نقدية بالإجماع، وأصبح عملاً أساسياً، ووفقاً لـ مجلة بيبا، فإنه "يترك أثراً يتجاوز بكثير وقت المشاهدة". شكله المكثف لا ينتقص من قوته العاطفية، مما يثبت أنه أحياناً لا يتطلب الأمر سوى بضع ساعات لتغيير الوعي بشكل دائم.