"فرانكنشتاين" يُبهر في البندقية: انتصار بصري وتحدي التقاليد في رؤية ديل تورو

أضيف بتاريخ 09/01/2025
Cinéma | سينِما


في واحد من أكثر الأفلام المنتظرة في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2025، قدّم المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو نسخته الخاصة من "فرانكنشتاين"، لتتحول الرواية الكلاسيكية لماري شيلي إلى ملحمة سينمائية بصريّة ضخمة. وقد لفت الفيلم، الذي طال انتظاره، أنظار الصحافة العالمية، فانقسمت الآراء بين الإشادة بروعته الفنية والتحفظ على وفائه الشديد للنص الأصلي.

في تقرير صحيفة Courrier International نُشرت بتاريخ 31 غشت 2025، أجمعت معظم الصحف على أن "فرانكنشتاين" لديل تورو هو عمل بصري وفني استثنائي، تجمع فيه الألوان والمكياج والتأثيرات البصرية مع حس إنساني عميق.

صحيفة El País الإسبانية وصفت الفيلم بأنه "تجربة سينمائية ضخمة ضرورية لقاعات العرض"، مشيرة إلى أن ديل تورو نقل هوسه القديم بشخصية فرانكنشتاين إلى الشاشة بجميع تفاصيله البصرية الفخمة، لكن مع قدر من الإطالة والسرد الزائد. ويُتوقع أن يُعرض الفيلم على منصة نتفليكس في نوفمبر المقبل.

من جانب آخر، رأت صحيفة La Repubblica أن التزام ديل تورو الشديد بنص الرواية الأصلية جعله يتعامل مع أحداثها وكأنها نص مقدّس، وهو ما دفع بعض النقاد لاعتبار العمل فيلماً جميلاً تقنياً لكنه لا يجدد في روح القصة بعد قرنين من كتابتها.

أما The Guardian فقد أشادت بجمال الصور وأجواء الفيلم الساحرة، لكنها لاحظت أن الإفراط في احترام النص الأصلي أثّر على الجانب الديناميكي والرعب السينمائي الذي اشتهرت به الرواية. ورغم ذلك، لم يغفل النقاد الحس الإنساني الكبير في معالجة ديل تورو للشخصية، إذ تظهر مشاعر التعاطف رغم البشاعة والأسى.

وتبقى النقطة التي جمعت عليها الصحافة هي قدرة ديل تورو الفريدة على معالجة شخصياته الوحشية بعمق عاطفي وإنساني، معتبرة أن الوحش الحقيقي ليس فرانكنشتاين ذاته، بل المجتمع الذي يُقصي المختلفين مهما كانت دوافعهم. هذا البعد الأخلاقي والجمالي جعل الفيلم إضافة قوية لمسيرة المخرج الحاصل على “الأسد الذهبي” في البندقية عام 2017 عن فيلم “شكل الماء”.

يُعد "فرانكنشتاين" لديل تورو إسهاماً فنياً يعكس الصراع بين الإبداع والوفاء للتقاليد، ويفتح الباب للتساؤل حول معنى الإنسانية في عصر تتداخل فيه التقنيات والرغبة في التفرّد.