"قراءة لوليتا في طهران": دراما جديدة تعيد طرح جدلية الحرية والرقابة

أضيف بتاريخ 09/03/2025
Cinéma | سينِما

يعود المخرج الإسرائيلي إران ريكليس في عام 2024 بفيلم درامي مقتبس عن الرواية الشهيرة *"أن تقرأ لوليتا في طهران"* للكاتبة الإيرانية آزار نفيسي، الذي يحاول أن يسلط الضوء على تناقضات المجتمع الإيراني خلال مرحلة تصاعد نفوذ التيارات الأصولية. الفيلم يقدم معالجة سينمائية لرواية حظيت بصدى عالمي منذ صدورها، إذ تجمع بين السرد الأدبي والتأمل السياسي والاجتماعي.  

تدور أحداث القصة في طهران، حيث تقوم "فرق الأخلاق" بعمليات مداهمة عشوائية بحثًا عن أي مخالفات في السلوك أو الفكر، فيما يفرض الأصوليون سيطرتهم على الجامعات ومناهجها. في هذا المشهد المليء بالقيود، تظهر آزار نفيسي كمعلمة ملهمة تقرر أن تقاوم عبر المعرفة، فتجمع ستًا من طالباتها الأكثر التزامًا في لقاءات سرية لمناقشة أعمال من الأدب الغربي المحظور، من بينها روايات لفلاديمير نابوكوف وجين أوستن وهنري جيمس.  

الفيلم يعكس صراعًا مزدوجًا: من جهة، نضال فردي وجماعي للحفاظ على فسحة من الحرية الفكرية والجمالية داخل سياق قمعي، ومن جهة أخرى، مواجهة بين الرقابة الرسمية وتوق الإنسان العميق إلى التعبير والإبداع. ويطرح العمل تساؤلات حول قوة الأدب في كسر الحواجز، ليس فقط باعتباره نصوصًا للمتعة القرائية، بل كسلاح رمزي في مواجهة القهر.  

إلى جانب البعد السياسي والاجتماعي، يقدم الفيلم أيضًا جانبًا إنسانيًا مؤثرًا، حيث يبرز الروابط بين المعلمة وطالباتها، وما يختبرنه من أحلام وآمال وخيبات في سياق اجتماعي يضيّق الخناق عليهن. وبهذا، يتجاوز "قراءة لوليتا في طهران" كونه عملاً دراميًا عن مرحلة تاريخية بعينها، ليصبح شهادة على كونية البحث عن الحرية، ودور الفن والأدب في مواجهة الظلامية.