سينما هيروشيما: الفن في مواجهة صدمة العصر النووي

أضيف بتاريخ 09/27/2025
Cinéma | سينِما


يقدم بارثيليمي كورمون، باحث العلاقات الدولية في جامعة ليل الكاثوليكية وحامل كرسي اليونسكو للدبلوماسية الثقافية، تحليلاً للعلاقة المعقدة بين السينما وذاكرة هيروشيما. تزامن نشر دراسته مع الجدل الذي أثاره فيلم "أوبنهايمر" في اليابان، حيث اعترض الناجون على تصوير الفيلم لأحداث أغسطس 1945، مما أدى إلى تأخير عرضه حتى مارس 2024.

يكشف كورمون عن مصير 27 كيلومتراً من الأفلام الوثائقية التي صورها الجيش الأمريكي في هيروشيما وناغازاكي، والتي ظلت سرية لخمسة عقود. وقام المخرجون اليابانيون، في ظل هذا التعتيم، بتطوير لغة سينمائية خاصة لتصوير آثار القنبلة الذرية. برز منهم شيندو كانيتو في فيلم "أطفال هيروشيما" (1952)، وشوهي إيمامورا في "المطر الأسود" (1989).

ويرصد البحث ظاهرة "سينما الهيباكوشا"، حيث ركزت الأفلام على قصص الناجين بدلاً من السياق التاريخي والعسكري. ويذكر كورمون أن هذا التوجه الفني عكس موقفاً يابانياً أوسع في التعامل مع ذكرى هيروشيما كتجربة إنسانية وليست مجرد حدث سياسي.

وفي تتبعه للإنتاج السينمائي العالمي، يلاحظ كورمون غياباً شبه تام لأفلام هوليوود عن هيروشيما، باستثناء إشارات عابرة في أفلام عن الحرب العالمية الثانية. ويقارن هذا الصمت بجرأة المخرج الفرنسي آلان رينيه في فيلم "هيروشيما حبيبتي" (1959)، الذي جمع بين صور الدمار ورواية حب معقدة.

ويشير كورمون إلى تأثير ثقافة البوب في معالجة الصدمة النووية، مستشهداً بشخصية غودزيلا التي ظهرت في 38 فيلماً منذ 1954. ويرى أن هذا التحول نحو الخيال العلمي عكس قلقاً يابانياً عميقاً من التهديد النووي، لكنه سمح أيضاً بمعالجة الموضوع بطريقة أكثر قبولاً لدى الجمهور العام.