غموض البرتقال: بين الأسطورة الصقلية والسينما

أضيف بتاريخ 10/04/2025
Cinéma | سينِما


قد يظن البعض أن مشاهد البرتقال في فيلم “العراب” كانت إشارة إلى البرتقال الصقلي ذي اللون الأحمر القاني، المعروف بجماله وغرابته، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. البرتقال الدموي في صقلية ليس رمزًا للموت أو الفأل السيئ، بل هو فخر محلي يعكس ثراء الطبيعة الصقلية وسخاء أرضها. يتميز هذا النوع بلونه الأحمر الناتج عن مادة الأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة قوية تجعله من أكثر الفواكه فائدة للصحة. وتزرع أفضل أنواعه في سهل كاتانيا عند سفح بركان إتنا، في ظروف مناخية فريدة تمنحه طعمه المميز ونكهته العميقة. ومن أشهر أصنافه المورو، التاروكو، والسانغوينيلو، ويحتفل الصقليون به سنويًا في مهرجان “ساغرا ديل أرانسيا روسا” الذي يجمع بين الموسيقى والطعام والتراث الشعبي.  

أما في عالم السينما، فقد تحوّل البرتقال إلى رمز غير متوقع. في فيلم “العراب”، قرر المخرج فرانسيس فورد كوبولا استخدام البرتقال كعنصر بصري يرافق لحظات الخطر أو الموت الوشيك. لم يكن هذا الاختيار سوى قرار فني محض، جاء بالصدفة ثم اكتسب مع الوقت دلالات رمزية في ذاكرة المشاهدين. فكل مرة يظهر فيها البرتقال على الشاشة، يكون خلفه حدث مأساوي على وشك الحدوث.  

 بينما يحمل البرتقال الصقلي في الواقع معنى الحياة والخصوبة والبهجة، جعله الفن السينمائي أيقونة للخطر والغدر القادم. تباين مذهل بين الحقيقة والأسطورة، بين الطبيعة والسينما، يجعل حبة البرتقال الصقلي أكثر من مجرد فاكهة — إنها قصة كاملة من اللون والرمز والجمال.