تسلط السلسلة الجديدة من نتفليكس الضوء على سيرة إد غين، أحد أشهر مجرمي أمريكا في الأربعينيات والخمسينيات، عبر معالجة سينمائية تثير الكثير من الجدل حول حدود الفُرجة والخوض في أعماق الرعب البشري. لم تتردد الصحافة الإنجليزية في وصف نبرة المسلسل بالسعي وراء الإثارة شبه الفاضحة، متهمةً صناع العمل بالانغماس في تفاصيل الشذوذ دون تأمل حقيقي في سياق أو جذور الحكاية.
المسلسل، بخلاف التوقعات، لم ينشغل بتحليل دوافع مرتكب الجرائم أو الوقوف على السياق الاجتماعي والنفسي الذي أخرج مثل هذه الشخصية إلى الوجود، بل انصبَّ على تكريس صورة القاتل في الذاكرة الشعبية وفي الثقافة الجماهيرية، مع إغفال شبه كامل للبعد الأخلاقي أو النقد، كما لم يفلت من التأثر بأساليب الأفلام الشهيرة مثل "سايكو" و"صمت الحملان".
يرى النقاد أن ما يميز هذا النمط من الإنتاجات هو الميل للغوص في التفاصيل المرعبة واستثارة الفضول بدلاً من دعوة المشاهد إلى التأمل أو استخلاص العبرة. بعضهم اعتبر المسلسل دعوة غير واعية لإعادة إنتاج الفُرجة المرضية على حساب القيم الإنسانية، محذرين من الانزلاق نحو التطبيع مع أكثر المشاهد عنفاً وشذوذاً. فهل تساهم مثل هذه الأعمال في تعزيز الوعي بخطورة الجرائم الاستثنائية أم أنها تغذي نزعة التلصص على الجراح المجتمعية؟


