يُعتبر دانيال داي-لويس أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما. وهو الممثل الوحيد الذي فاز بثلاث جوائز أوسكار لأفضل ممثل رئيسي عن أدواره في "My Left Foot"، "There Will Be Blood" و"Lincoln". يشتهر داي-لويس بأسلوبه التمثيلي المعروف بـ"التمثيل المنهجي"، حيث يندمج كليًا في شخصياته حتى خارج أوقات التصوير.
خلال تصوير فيلم "Gangs of New York" للمخرج مارتن سكورسيزي عام 2002، دفع داي-لويس التزامه إلى أقصى الحدود. أصرّ على ارتداء ملابس الشخصية التاريخية "بيل الجزار" طوال الوقت، حتى خارج مواقع التصوير، ليعيش أجواء نيويورك في القرن التاسع عشر. لكن هذه الملابس لم تكن كافية لحمايته من برد نيويورك، ما أدى إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد.
ورغم نصائح الطاقم الطبي والفني بارتداء ملابس دافئة أو تلقي العلاج، رفض داي-لويس ذلك في البداية، مبررًا أن ذلك سيخرجه من أجواء الشخصية. كما أصرّ على استخدام علاجات تقليدية من زمن الشخصية، قبل أن يضطر أخيرًا للقبول بالعلاج الحديث بعد تدهور حالته الصحية.
هذا الحادث يُعد مثالًا على مدى التزام داي-لويس بفنه، حتى لو كان ذلك على حساب صحته. ويؤكد أن نجاحه الاستثنائي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة شغف وتفانٍ نادرين في عالم التمثيل.