صدر للسينمائي الشهير وودي آلن أولى رواياته عن عمر يناهز 89 عاماً، في عمل يطغى عليه الحنين والتأمل في ماضي المدن والأماكن، حيث يستحضر بعذوبة أجواء المغرب وحياة النوادي الليلية والأسواق القديمة، مؤطراً كل هذا في إطار من النوستالجيا والعزلة. فالرواية الجديدة تتنقل بين مشاهد نيويورك الصاخبة وذكريات بعيدة عن عوالم المغرب، لتبحث في تفاصيل الهوية والانتماء والافتقاد للأمكنة الساحرة التي طبعت خيال جيل بأكمله.
تسبر الرواية أعماق عالم آلن الخاص: عصاباته، الحنين لأزمنة بعيدة، افتتانه بمانهاتن وتلك المقاهي والنوادي التي لم تعد موجودة، كما تبرز أزماته النفسية وأسئلته الوجودية عن الحب والأسرة والمصير. من خلال شخصية الكاتب "آشر باوم"، الذي يعيش أزمة مع ذاته ومع محيطه، تتداخل سيرة وودي آلن مع السرد الروائي، حيث يعزز شعور القلق المزمن وفكرة أن نهاية المسار ـ سواء فنياً أو إنسانياً ـ تظل حاضرة في الخلفية.
الرواية تأتي في سياق تصاعد الأزمات الشخصية والمهنية لآلن، من الاتهامات، لصعوبة تمويل أفلام جديدة، إلى انعزاله عن المشهد السينمائي الأمريكي. تجربة أدبية تؤرخ لخروج آلن من دائرة الأضواء إلى عوالم السرد الورقي، تاركاً أثراً خاصاً بين الحنين للمغرب ومآسي الاغتراب الذاتي.



