الفادو يحطّ رحاله بالرباط، والذاكرة تعرف لحنها الأبدي

08/04/2025
00:00
22:17
https://www.magfarah.com/wp-content/uploads/2025/08/speech_20250804163258978.mp3

في مساءات الرباط المعتّقة بعبق الفنون، وفي رحاب المسرح الوطني محمد الخامس، يحطّ مهرجان “الفادو” رحاله يومي الثامن عشر والتاسع عشر من شتنبر المقبل، ضمن جولته العالمية الخامسة عشرة، في إطار دورة مغربية ثامنة تحتفي بالفن البرتغالي العتيق، وتستعيد ملامح الإبداع من خلال أحد أبرز أعلامه: كارلوس باريديس.

لا يعتبر هذا المهرجان مجرد احتفال عابر بالموسيقى، إنما يعد رحلة في الوجدان الإنساني، تمزج بين نوتات الفادو الحزينة، وهمسات الغيتار البرتغالي، لتروي حكاية وطن، وذاكرة، وهوية.

كارلوس باريديس: حين تحوّلت الغيتارة إلى شجن ناطق

ولد عام خمسة وعشرين وتسعمئة وألف، ومضى إلى الخلود سنة أربعة وألفين، لكن أثره ظل يصدح في الزوايا الصامتة من الفن البرتغالي.

لم يكن كارلوس باريديس عازفًا فحسب، بل صاحب رؤية ثورية جعلت من الغيتار البرتغالي آلة منفردة لا تحتاج إلى مرافقة، ومكنته من تسجيل ألبومات خالدة مثل Guitarra Portuguesa وMovimentos Perpétuos.

من الرباط: الفادو يغني لذاكرة باريديس

يُفتتح برنامج المهرجان يوم الخميس الثامن عشرشتنبر، بندوة فكرية على الساعة السادسة والنصف مساء، يديرها العازف والأستاذ باولو سواريس، تحت عنوان: “أهمية باريديس في تطوير الغيتار البرتغالي المعاصر”.

وتُستحضر خلالها بصمات هذا العازف الكبير، من حيث التقنية والرؤية، وتأثيره العميق على أجيال من الموسيقيين.

وعند الثامنة مساء، سيُضاء المسرح بحفل تكريمي بارع، يجمع بين لويس غيريرو، أحد أبرز العازفين المعاصرين، والمغنية بياتريس فييار، القادمة من “فادو كويمبرا”، والتي أطلقت ألبومها الأول Viragem سنة ألفين وثلاثة وعشرين، فأعلنت عن صوت أنثوي جديد يحمل الحنين ويستشرف التجديد.

سينما وموسيقى: حين يتكلم الفن بلغته الأبدية

في اليوم الموالي، الجمعة التاسع عشر شتنبر، سيكون الجمهور على موعد مع عرض الفيلم الوثائقي Movimentos Perpétuos للمخرج إدغار بيرا، ابتداء من السادسة والنصف مساء، وهو شريط أرشيفي يتتبع رحلة باريديس ويستعرض شهادات موسيقيين تأثروا به.

ويُسدل الستار على هذه الليلة الغنائية، بحفل للمغنية فيليبا فييرا على الساعة الثامنة مساء، القادمة من لشبونة، بصوتها الذي يسكنه الحنين ويستعير من الفادو قَدره وشغفه. هي التي فازت سنة ألفين وثمانية عشربجائزة “الموهبة الشابة في الفادو”، وتمثل اليوم جيلًا متجدّدًا لهذا الفن العريق.

الرباط: عاصمة الفادو ليلتين

ما بين الغيتار والندوات، بين الفيلم والأغنية، بين باريديس وتلامذته، يعود “الفادو” ليغنّي في الرباط، حيث يُجالس الحنين، وتُصغي المدينة إلى وترٍ قديمٍ يتلو سيرة وطنٍ آخر، في لغة تُشبهنا وإن لم تكن لغتنا.

إعداد: علاء البكري

The post الفادو يحطّ رحاله بالرباط، والذاكرة تعرف لحنها الأبدي appeared first on مجلة فرح.